تعتمد عملية التخطيط لاستخدامات الاراضي وبالتالي وضع سياسات وطنية بهذا الخصوص،  على عدد من العوامل، ويعتبر التخطيط الشامل لاستخدامات الاراضي احد الركائز التي تستند اليها عمليات التطور المستدام والتي تعتبر بدورها العامل الرئيس للحد من مخاطر الكوارث (Disaster Risk Reduction) الطبيعية بجميع انواعها. وبالإضافة الى العوامل والمعايير التي تتحكم بالتخطيط لاستخدام الاراضي والتي تعتبرها المؤسسات العالمية ذات العلاقة المرجعيات الاساسية للتخطيط الشامل،  تتأثر عملية استخدامات الاراضي في فلسطين بعوامل ومعايير فرضتها طبيعة الحالة الفلسطينية في ظل الاحتلال وسياساته الامنية والجدار والاستيطان. ومع ذلك لا يوجد على المستوى الفلسطيني لغاية الان سياسة وطنية شاملة لاستخدام الاراضي وفقاً للاولويات الوطنية.

ولتوضيح اهمية عامل تأثير تربة الموقع على السلوك الزلزالي للمنشاَت، يستعرض البحث كحالات دراسية عدد من الأحداث الزلزالية التي حصلت في العالم، حيث تبين أن العديد من الأضرار والانهيارات التي تعرضت لها المباني ومنشاَت البنى التحتية كان احد اسبابها عوامل تأثير الموقع، وقد أدى  انهيار طرق المواصلات إلى إغلاق الطرق والممرات وخصوصاً في المناطق الجبلية، وبالتالي اغلاق المناطق المتضررة وعزلها. ويستعرض البحث كذلك نتائج بعض الدراسات الميدانية لعوامل تأثير الموقع في الضفة الغربية، وأهمها: الانزلاقات الأرضية، والتضخم الزلزالي، ويظهر بشكل تقريبي المخاطر المحتملة في عدد من المناطق في الضفة الغربية. وللمساهمة في وضع سياسة وطنية لاستخدامات الأراضي في فلسطين وفقاً لمنهجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل التي تحكم الاستخدامات المختلفة، تتضمن ورقة العمل تطوير قائمة المعايير المستخدمة حالياً والتي يتم من خلالها عمل الخرائط الهيكلية لاستخدامات الأراضي، وبالتالي تقسيم الأراضي الى مناطق حماية، وتطوير محدود، وتطوير مراقب، وذلك وفقاً للاسس والمعايير المتعارف عليها دولياً مع الاخذ بعين الاعتبار طبيعة الحالة الفلسطينية والاولويات الوطنية، والمعيقات التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي.